من رحم أزمة النفط والركود الاقتصادي في سبعينات القرن المنصرم ولدت مجموعة الثماني التي بدأت بست دول هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا واليابان والولايات المتحدة،وانضمت كندا في 1976 وأما روسيا فكانت آخر المنضمين خلال قمة بريطانيا 1998
المجموعة تشكلت في البداية باعتبارها منتدى لمناقشة القضايا الاقتصادية والتجارية، غير أن القضايا السياسية ما لبثت أن أطلت برأسها من بين طيات جداول الأعمال في نهاية السبعينات، واستمرت حتى تحولت المجموعة إلى محتكر سياسي لحلول القضايا السياسية في العالم كالحرب على العراق وأفغانستان وأزمة الملف النووي الإيراني وأزمة دارفور والصومال وغيرها من القضايا العالمية الحساسة.
زعماء هذه الدول يلتقون في قمم دورية سنوية، لمناقشة التحديات الدولية، رغم عدم وجود مقرثابت وميزانية وموظفين دائمين . رئاسة المجموعة تمنح بشكل دوري لأعضائها لتقوم الدولة الرئيس باستضافة المؤتمر.
السمة التي طالما اقترنت بها اجتماعات المجموعة هي مظاهرات المعارضين لها الذين يتهمونها بأنها تمثل مصالح دولهم الصناعية فقط ،ضاربة عرض الحائط باحتياجات باقي دول العالم ، الأمر الذي دفع المجموعة مؤخرا إلى إطلاق مجموعة من المبادرات منها برنامج مكافحة مرض الإيدز، والإعلان عن برامج تنموية وخطط لإعفاء بعض الدول من بعض ديونها ،إلا أن مقرراتها تبقى ضمن إطار التوصية دون الإلزام .
ومن وقت لآخر تبرز خلافات بين أعضاء المجموعة لعل أهمها الخلاف حول قضية الاحتباس الحراري الذي ظهر جليا في قمة جنوا عام 2001 حين رفض الرئيس الأمريكي جورج بوش ومازال، معاهدة كيوتو القاضية بخفض انبعاث الغازات الدفيئة، غير أن هذا الملف قد يبدو بسيطا هذا العام مقابل خلاف محتدم بين واشنطن وموسكو حول نشر نظام الدرع المضاد للصواريخ ورادارات متطورة في أوروبا على تخوم روسيا.